 اضطراب الوسواس القهري: الأسباب، الأعراض، والعلاج

https://dk4fkkwa4o9l0.cloudfront.net/production/uploads/article/image/2172/Buat_Cover_Web.jpg

تعريف اضطراب الوسواس القهري 

الوسواس القهري(Obsessive Compulsive Disorder: OCD) هو اضطراب نفسي يتميز بأفكار متكررة وقهرية لا يستطيع الشخص التحكم بها
أو التوقف عن التفكير بها. إذا كانت هذه الأفكار مصحوبة بأفعال قهرية، يُطلق عليه
الوسواس القهري. تتسبب هذه الأفكار في شعور الشخص بالقلق والتوتر، وغالبًا ما
يحاول تخفيف هذا القلق من خلال تنفيذ أفعال قهرية متكررة. 

نسبة حدوث الوسواس القهري 

يعد اضطراب الوسواس القهري من
الاضطرابات المنتشرة عالمياً، ويصيب حوالي 1٪ إلى 3٪ من سكان العالم. يستهدف بشكل
خاص فئة الشباب، ولكنه قد يظهر في مرحلة الطفولة ونادراً بعد سن الأربعين. 

حتى الآن، لم يتمكن العلماء من تحديد
سبب واضح للوسواس القهري، ولكن هناك عدة نظريات تفسر هذا الاضطراب: 

1. الأسباب
الجينية أو الوراثية: قد
يظهر هذا الاضطراب في عائلات معينة. 

2. البيئة المحيطة: الأسرة والمجتمع والمكان الذي يعيش فيه
الشخص يمكن أن يلعبوا دوراً في تطوير هذا الاضطراب. 

3. خلل في
الهرمونات والنواقل العصبية في الدماغ: وهو ما تستهدفه الأدوية المستخدمة في العلاج. 

4. الصدمات
النفسية: قد يؤدي التعرض
لصدمات نفسية شديدة إلى تطور أعراض الوسواس القهري. 

5. الالتهابات
العصبية: هناك بعض الأدلة
التي تشير إلى أن بعض الالتهابات العصبية قد تكون مرتبطة بتطور الوسواس القهري. 

أعراض وأنواع الوسواس القهري 

تختلف أعراض الوسواس القهري حسب نوع
الوسواس المسيطر على المريض، وتشمل أفكار وسواسية وهي أفكار متكررة غير مرغوب
فيها، تتسبب في قلق وتوتر شديدين للمصاب مثل الخوف من التلوث او الشكوك المفرطة او الرغبة في الترتيب اوالكمال او الشك في الأمور
الدينية أو الاعتقادية. تشمل الاعراض أيضا الأفعال القهرية وهي تصرفات متكررة تهدف
إلى تخفيف القلق الناجم عن الأفكار الوسواسية مثل غسل اليدين أو الاستحمام بشكل
متكرر لتجنب التلوث أو التحقق من الأشياء بشكل مفرط مثل الأبواب والأقفال أو تكرار
أفعال معينة مثل الدخول والخروج من الغرفة عدة مرات أو طلب الطمأنينة من الآخرين
بشكل متكرر. تعكس أنواع الوسواس القهري بشكل مباشر نوع الوسواس وطبيعته وما يترتب
عليه من أفعال قهرية مثل: 

وسواس
النظافة: قلق دائم حول
نظافة المكان أو الملابس أو الطعام. 

وسواس
الدين والاعتقاد: أسئلة
وجودية لا تنتهي. 

وسواس
الفقد أو النسيان: التحقق
المستمر من إغلاق الأبواب أو الأمور اليومية. 

وسواس المثالية: تدقيق مفرط في أدق التفاصيل. 

 وسواس
الإيذاء: الخوف من إيذاء
النفس أو الآخرين. 

https://images.ctfassets.net/4f3rgqwzdznj/3ey6vbpK0bMkHhCxFZiHlt/501d82e0d0a7ce8bcb447ae1fcb3bd87/ocd_hand_washing_1340967749.jpg

مضاعفات الوسواس القهري 

إذا تُرك الوسواس القهري دون علاج،
قد تتفاقم الأعراض وتؤثر بشكل كبير على الحياة العملية والاجتماعية والنفسية
للمريض. قد يتطور الوضع إلى الاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى، وقد ينعزل المريض عن
المجتمع ويواجه صعوبة في الحفاظ على علاقاته الشخصية والمهنية. 

لتشخيص الوسواس القهري، يجب توافر
المعايير التالية: 

 أفكار ملحة
قهرية تستهلك وقتاً كبيراً من اليوم (أكثر من ساعة يومياً). 

 تأثير هذه
الأفكار على الحياة العملية والاجتماعية. 

 تسبب هذه
الأفكار توتراً وقلقاً كبيرين. 

 محاولة
المريض التخلص من هذه الأفكار أو الأفعال القهرية. 

يتمثل العلاج الدوائي في استخدام
أدوية مثل مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية
(SSRIs)،مثل Fluoxetine و Fluvoxamine 

يتضمن العلاج النفسي تقنيات مثل
التعرض ومنع الاستجابة (Exposure and Response
Prevention) وهو نوع من العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive Behavioral Therapy). يتدرب
المريض على عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية بشكل تدريجي. 

وجد الأطباء أن الجمع بين العلاج
الدوائي والنفسي هو الأفضل، حيث يتحسن حوالي 70٪ من المرضى بهذه الطريقة. 

 الرفق
بالمرضى النفسيين وبذل الجهد المطلوب لمساعدتهم. 

الاتقان في
العمل والتقوى في التعامل مع المرضى. 

للمصابين بالوسواس القهري 

 مراجعة
طبيب نفسي مختص وعدم تشخيص النفس دون الرجوع إلى الطبيب. 

 الاستعانة
بالله وكثرة الذكر والدعاء. 

 الانشغال
بالأعمال البدنية والهوايات المحببة. 

السعي
للعلم وعدم الجهل. 

دور المجتمع في دعم المصابين بالوسواس القهري 

المجتمع له دور كبير في دعم المصابين
بالوسواس القهري من خلال: 

التوعية: نشر الوعي حول طبيعة الوسواس القهري
وكيفية التعامل معه. 

 الدعم
الاجتماعي: تقديم الدعم
والمساندة للمصابين من خلال الأصدقاء والعائلة. 

 التقبّل: تقبل الشخص المصاب وعدم التمييز ضده
بسبب حالته النفسية. 

 التعليم
والتدريب: تقديم برامج
تعليمية وتدريبية للمصابين تساعدهم في التعامل مع أعراضهم. 

بهذا الفهم الشامل، يمكن للمصابين
بالوسواس القهري ومن حولهم التعامل مع هذا الاضطراب بطريقة أكثر فاعلية واحترافية،
مما يساهم في تحسين نوعية الحياة للمصابين به. 